Translate

Translate

الجمعة، 6 ديسمبر 2013

هام جدا "كايرو دار" يجيب عن السؤال: ليه المصرى أذكى طفل حتى 6 سنوات وبعدها يبدأ مشوار الغباء؟ ووشئ غريب

أرشيفية


"الطفل المصرى أذكى طفل فى العالم حتى عمر السادسة"، دى واحدة من العبارات اللى كلنا كبرنا لاقيناها موجودة بينا، لكن عمرك فكرت ليه عمر السادسة بالذات؟ بالرغم من أنه نفس السن اللى بيبتدى فيه حياته الدراسية ورحلته مع المناهج التعليمية ؟ واللى فى النهاية بتخلق إنسان "غبى" أو فى أحسن تقدير إنسان قادر يحفظ عشان يدخل الامتحان، ويخرج منه ناسى كل اللى كتبه؛ لأنه حفظه ومش فاهمه.
"قطتى صغيرة.. اسمها نميرة" اكتبها عشر مرات، خمس تلاميذ متذنبين ورافعين إيديهم لفوق، صوت عالى من آخر الفصل "ارفع إيديك لفوق وارفع الشنطة"، بكره هانسمع الدرس ده، واللى هايجى مش حافظه هايتمد"، مجموعة من المواقف اللى التلاميذ بيقابلوها بشكل يومى، واللى كلنا مرينا بيها، وكنا كلنا بنحفظ عشان خايفين من العقاب ومن الأستاذ مش حب فى المنهج، ده غير أن كتير مننا شافوا أخواتهم الأصغر منهم بيقدروا ينفذوا عمليات حسابية، وبيركبوا ألعابهم بعد ما يفكوها، أو يبتكروا حاجات جديدة، وبمجرد دخولهم للمدرسة كل ده بيقف، وبيبتدى يكثف مجهوده عشان يحفظ ويكون شاطر فى الفصل والميس تخللى زمايله يصقفوا له لأنه سمع الدرس من غير أى غلط.
هانقول دول صغيرين ممكن يكون التعامل معاهم صعب، طيب نشوف طلاب الثانوية عقلوا وكبروا بما فيه الكفاية، ونسألهم " أسباب دراسة المواد المقررة عليهم إيه؟ أو ليه الثانوية 3 سنين بس؟ طيب ليه الثانوية متقسمة لأدبى وعلمي؟ وإيه الهدف من وضع الامتحانات فى مستوى الطالب المتوسط؟ واشمعنى الطالب المتوسط؟ هتلاقى أن كل الإجابات مجرد اجتهادات من الأشخاص نفسها، لدرجه أننا اتحولنا من إنسان له عقل لمجرد تسجيل، بينقل اللى بيسمعه.
"حافظ مش فاهم"، دى تقريبا قاعدة أساسية عند معظم الطلاب، واللى من خلالها اتحول التعليم من تنمية للعقل واكتساب مهارات، لمجرد سنين بيقضيها الطالب فى المذاكرة عشان يجمع درجات ويدخل الجامعه، ويستلم شهادة فى النهاية بتأهله للعمل، أو حتى لا، لكن فى النهاية بتفضل الدراسة إجبارية قائمة على فكرة التلقين والحفظ.
طيب نخلينا عادلين شوية، ونقول إن القدرات العقلية بتتأثر بأكثر من عامل، الأول ممكن يكون وراثيا، لكنه أكيد بنسبه ضئيلة، ومن الممكن جدا تطويرها، العامل الثانى "الثقافة" اللى بيعيش الطفل فى ظلها، وعشان كده بتلاقى أن فى الجاهلية برزت نماذج شعرية كتير من المواهب فى الشعر واللغة، لكن باريس بيبرز فيها الفن، لكن كل ده بنسبه أد إيه ممكن تؤثر فى الطالب؟ والتعليم اللى بياخد من عمرك 15 سنة، بيأثر فيك بنسبة أد ايه؟ هو ده الفيصل.
لما فكرنا نناقش الطلاب، اكتشفنا أنهم كلهم معترفون أنهم بيطبقوا القاعده دى، قالت "آية فوزى"، لـ"كايرو دار"، أن التعليم عشان نظام تعليمى فاشل، وضعنا بالمركز الأخير عالميا، ده غير أن مافيش دولة فى العالم بتدرس ثانوية عامة إلا مصر وعمان، والطلاب بينسوا لأنهم بيحفظوا المنهج ومش فاهمينه.

أما الهدف من وضع الامتحان فى المستوى المتوسط، فده لأن الوزارة عاوزه تخرج جيل من الأغبياء ومش فارق معاهم هيعملوا إيه لما يدخلوا كليات مش راغبين فى التفوق فيها، "أنا من رأيى أن التعليم بنسبة 70%، بيساهم فى تكوين الشخصيات الغبية، والباقى من السياسات اللى بيتربى بيها الطفل، ويتبقى متعلقة بالبيئة والتربية وتحفيز الأب والأم ليه أو إهمالها".
وكانت المفاجأة، لما أكدت آلاء وجيه، الطالبة بالصف الثانى الثانوى، أن الخلط بين المواد الأدبية والعلمية، عشان الطالب يقدر يحرك عقله بالمواد العلمية، ويكون قادرا على الحفظ من خلال المواد الأدبية، آلاء جاوبت على السؤال بالرغم من أن وزارة التعليم غيرت النظام ده مع القرار رقم 88 واللى الوزارة استمرت فى العمل عليه لمدة سنة تقريبا، فى ظل وزيرين للتعليم، لكن ده ما منعهاش من أنها تقول أن نظام التعليم المصرى عقيم، وبيهتم بالحفظ أكتر من الفهم.
وإسراء أشرف أحمد، قالت إنها عمرها ما فكرت هى ليه بتدرس المواد دى، مع إشارتها لوجود احتمال أن ده بيرجع للتخصص، وأكدت أن التعليم بيساهم بنسبه 50% فى زيادة معدل الغباء عند الطلاب، لأنه بيصيب العقل بالعطل، و"ده طبعا النتيجة الطبيعية للقاعدة بتاعتنا كطلاب واللى بتقول احفظ عشان تقدر تدخل الكلية اللى عاوزها".
وباسم محمد، قال إنه فكر "مرة" فى الأسئلة دى كلها، لكنه نسى يسأل الأستاذ لأنه ببساطه مش متعود يسأل الأسئلة دى، وكمان لأن المدرس نفسه احتمال كبير يكون مش عارف الاجابة, وأكد أن التعليم والمناهج المقررة مافيش علاقة بينها وبين الواقع، ووصف "المناهج بالحشو"، أما النسبة اللى بيساهم فيها التعليم فى تكوين الشخصية الغبية فكانت عنده 100%.
الدكتور محمد رجب، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة قناة السويس، ومدير مركز تطوير المناهج السابق، أكد أن المناهج مش لوحدها تقدر تميز الطالب، لازم يكون فى مدرس على درجه عالية من الوعي، عشان يقدر يربط ويطبق المقررات على واقع الحياة اللى بيعيشها الطلاب، ووضح أن فى ظاهرتين "خفية، وظاهرة"، واللى بتتمثل فى الكتب الدراسية والمعلم والقدوة والمناخ المدرسى، والإدارة".

وأجاب الدكتور رجب عن السؤال الخاص بالدمج بين القسمين الأدبى والعلمى فى المواد، وأكد أن قصر العملية التعليمية على نوع واحد من المناهج يفقد المتعلم أو الطالب جوانب كثيرة، وأشار لأهمية إدخال مقررات متصلة بتكنولوجيا الزراعة والصناعة والكمبيوتر، وقال أإن أسوأ أنظمة التعليم هى اللى بتكون الدراسة فيها بهدف الامتحان والاجتهاد لتحقيق مجموع من غير استفادة حقيقية منها.
أما عن الامتحان وأنه بيكون فى مستوى الطالب المتوسط، فوضح أن الامتحان له مواصفات محددة ومتقسمة طبقا لطبيعة البشر، وأضاف أن الطلاب بيتقسموا على معايير اسمها "المنحنى الاعتدالى"، لـ60% منهم تحصيلهم بيكون بمستوى متوسط، و20% متفوقين، و17 % مستوى متدنى من التحصيل، ولأن أعلى نسبة هى التحصيل المتوسط، الطبيعى أن الامتحان يكون فى نفس المستوى عشان ما يتعرضش أى طالب لظلم.
والامتحانات بحسب كلام استاذ المناهج، لازم تكون حازمه، لأن المنحنى الاعتدالى بيتعامل مع كل الطلاب، وهو باردوا بيفرض تدرج مستوى الامتحانات، وزيادة المستوى المرتفع من الأسئلة وتقليل الأسئلة المتوسطة، وأكد أن المدخل السليم لإصلاح التعليم كامل هو التقويم، وملاحظة أداء ومشاريع الطلاب طول العام الدراسى، مش بس فى الامتحانات، ونفى وجود طالب غبى أو ذكى، لكنه أكد أن فى معلم ذكى أو غبى ومناهج غبية أو لا، وأن التعليم المصرى بس محتاج لتطوير وإصلاح.
والطب النفسى رأيه مكنش بعيد أوى عن خبير المناهج، واللى وضحه الدكتور أحمد عبد الله، مدرس الطب النفسى، بكلية الطب جامعة الزقازيق، وقال فيه إ التعليم المصرى قائم على فكره التلقين، من خلال أن المدرس يعطى الطالب مجموعة من المعلومات عن طرق التعامل مع المشاكل اللى ممكن يواجهها فى حياته، وده طبعا بيقتل "الذكاء تلقائيا"، وبيترتب عليه إن الطالب مبيقدرش يكتسب خبرة التعامل مع الحياة.

الدكتور أكد أن الذكاء وتنميته عند الطلاب يحتاج للمشاكل الطبيعية الموجودة فى حياتنا، عشان كل واحد يبتدى يفكر فى طريقه المعالجة، ويتحدى الظروف ويحقق نجاح فى السيطرة على المشكلة.
والمفاجأة اللى فجرتها إحدى الدراسات المنشورة بأحد الجرائد العالمية عام 2010، كانت أن الأساليب المصرية الخاصة بالتعليم انقرضت من القرن الـ19، ووضح الدكتور أحمد أن الدراسة أجرت مقارنه بين التعليم المصرى والتعليم فى مجموعة من الدول، نتج عنها أن التعليم المصرى فى عام 2010 بيوازى التعليم فى تركيا عام 1980، وفى كوريا 1960، وفى أمريكا الجنوبية فى القرن الـ19 ميلادي.
الكارثة أن المناهج مش ممكن تتغير، لأن ببساطه عملية طبع الكتب دى منظومة كبيرة أوى، والدكتور أكد أن عشان نطور وننمى القدرات العقلية للطلاب، لازم نطور مناهجنا، ونحدث تغييرا حقيقيا داخل المنظومة.
وأضاف الدكتور أحمد عبد الله، أن الفصل الدراسى مش محتاج لمواصفات مكلفة عشان يكون مناسب للطلاب، كل اللى يحتاجه هو "إضاءة جيده، وشبابيك تقفل فى الشتاء، ومساحة معقولة تسمح للطلاب بالتحرك بحرية".

أما عن المعلم، فقال إن المدرس ضرورى يخضع لعملية تأهيل نفسى؛ لأن المناهج بطبيعتها بتضغط عليه فى الوقت، وده الأمر اللى بينتج عن أن المناهج فى مصر أكبر من السنة الدراسية والوقت المحدد لها، وده طبعا تطبيقا لنظرية "الكم مش الكيف"، ده غير مشكلة طرق التدريس نفسها واعتمادها على كفاءة كل معلم ومدى إجادته لمادته، وقدرته فى السيطرة على الطلاب، وأخيرا الضغوط الشخصية والمادية والعامة فى حياته.


كايرو دار

0 التعليقات:

إرسال تعليق